بسم الله الرحمن الرحيم بدءاً وختاما*والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة ومناما*والرضاء بقضاء الله منهجاً وتسليماً وأحكاما*وسبحان الذي أوجد كل شيء لحاجة الموجود إلى واجده*وإظهار قدرة الواجد على كلّ موجود*
وإبراز الموجودات قدرة يعجز عنها الموجود*فإن أراد الواجد أن يُظهر الموجود*عجز الموجود أن لا يظهر في الوجود*وسبحان الذي نزّه ذاته بذاته*وتجلّتْ فوق العالمين صفاته*وكلّ من عليها فانٍ في وجوده*ولا تدوم على الإطلاق إلا حياته*سبحان الذي أتقن كلّ شيء خلقه*وبدأ خلق الإنسان من طين*ثم جعله نطفة في قرارٍ مكين*ثم أبرزه إلى هذا الوجود بصورة لم تراها أعين السابقين*
من أوجد كلّ شيء بلا شيء
وأعطى لكلّ شيء
وِفق إرادة مشيئة
الذي لا يشغلُهُ شيء عن شيء ......
ما أجمل الانسان الذي لم يكن شيء ،
وجُمعت به أشياء وما أجمل المُتَّبع حقيقة( إن الله جميل يحبُّ الجمال)
وقائل هذا النطق الشريف هو الذي رأى جمال الموجودات بصبغة الواجد سبحانه وتعالى
إذ أن خلق الله جميل على الاطلاق
ومن أحسن من الله خلقا
لقوله جلّ وعلا (لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم)
الآية الكريمة فإن سُئِلتَ أيُّها المخلوق ،
أيها الموجود الناظر في المرآة ولم تُعجبك صورتك
من أحسن خلقاً أنت أم القمر فقل :أنا ولله الحمد
وأن سئلت من أجمل العرش وما فيه أم أنت فقل أنا
فإن قيل لك ما الدليل فقل : أنا صبغة الله
ومن أحسن من الله صبغة
وإن سُئِلت وكنتَ صاحب عاهة
من أحلى وأجمل أنت أم الجنان بأكملها فقل أنا
والدليل أن أبا البشر خلق على صورة الرحمن
لقوله صلى الله عليه وسلم
(أن الله خلق أدم على صورته)
وفي حديث آخر
(أن الله خلق آدم على صورة الرحمن )
بالله عليك أيُّها السائل
لو لم تكن في أحسن تقويم أتستطيع أن تسألني عن هذا ؟
ولنعد قليلاً الى عالم الارحام ،الى عالم اللا رؤية ،
الى عالم اللا بصيرة،
الى عالم ٍ اِسمُهُ المشيئة الإلهية والقدرة المدبرة
والقضاء المُحكم المُبرَم
سأسألك أيها المرسوم أيُّها اللاشيء
كيف ستكون في هذا الكون
إن لم يُكَوِّنُك المُكوّن ويُعطيك صِبغة اللون
إن لم يوجدك الواجد
بالصورة التي أوجدك الله عليها بأيّ صورة ستكون؟
من يستطيع أن يوجد من اللا شيء شيء ؟
فإن كنت شيء أوجد نفسك في أي شيء تحبّه
وفق مشيئتك لأي شيء
من هذا المصور البارع الدقيق
الذي يستطيع أن يرسمك في ظلمات الأحشاء؟
فإذا أراد الباحثون أن يتحققوا بعالم الأرحام
لعجزوا عن بكرة أبيهم ولهذا أوجدنا الله
وأقوى ما عندنا هو العجز الواضح
أمام أي نعمة من نعم الله
فلو رسمت الأم
ما في رحمها وهي أحن الخلق على ابنها
لشوهت برحمتها صورة ابنها
الذي لا تفارقه ولا يفارقها
ولكن أجنَّها الله في رحمها رحمةً بها
وإظهاراً لقدرة الله
اللهم إننا نُقر ونعترف بعجزنا الواضح
ولا بد من النظر الى جمال الله في مخلوقاته
ولهذا أراد الله سبحانه وتعالى
إيضاح العجز عند المنكرين العاجزين
على أنهم بعلمهم قادرين
وسنطرق في هذا الموضوع أبواباً هي ليست مغلقة
لكنها مفتوحة وبكثرة وتدعو إليها حتى من يطرقها
ويستأنس بها
لقد كَثـُر في هذا العصر الذي ينتمي إلى
البعد عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين
من يحبون الجمال المتمثل
بالتشويه الخُلقي والخَلقي ومظاهرهُ ثلاثة:
التسيّب العام ؟؟؟الإنحلال الخُلقي؟؟؟الهستيريا الدينية ؟؟؟ منشؤها لا ديني
وسنقتطف من زراعة هذه المواد السامة أسساً
ليتعرف عليها من يجهل أصلها لأنها زرعت بأرض الكراهة
بمحراث نكران النـِّعم الإلهية
وما زالت نِعَمُ الله مُغدقة حتى على من أنكر
ولله الأمر من قبل ومن بعد
فأنظر أيها المُتلذذ بعطاء الله كي تدرك معنى العطاء
ونبدأ بحول الله وقوته مستمدين العون من تجلي حكمته
ولا بد أن نقف وقفة العبد المُتَضرع الى الله والوقوف على بعض
مظاهر قوله جلّ وعلا (فتبارك الله أحسن الخَالقين)
ومعنى "تبارك" انفعالات دائمة لا مشوبة فيها وهو أمر التدبيرات الإلهية مثال قوله جلّ وعلا(تبارك الذي بيده الملك )
وقوله جلّ وعلا ( تبارك الذي جعل في السماء بروجا)
أي تعالى سبحانه وتعالى أن يدرك معاني كُنه تبارك ،
بعقول معقولة ،وحروف منقولة .............
الله بعظيم حكمته وجلال سطوته
أذِنَ لبعض خلقه أن تخلـُق على أسس ما خلق الله
لإظهار مكامن عجز الخالقين
وعلم سبحانه وتعالى بهذا العصر
وغيره أن سيكون هناك من يتطاولون على خلق الله
وهم من خلق الله ولذلك أمدَّهم ،لقوله جلّ وعلا "(كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء ) وقوله جلّ وعلا
ويمدُّهم في طغيانهم يعمهون )
والعمهُ هو أشد من العمى البصري ،
العمهُ هو عمى القلوب التي في الصدور،
والبصيرة الممدة للبصر ...
وقول الله سبحانه وتعالى (تبارك الله أحسن الخَالقين)
هو إذن صريح على قدرة الله عليهم
وعلى أنهم مخْلوقون هم وما يخْلقون
وهؤلاء الخَلاّقين هم بحاجة لمن يحرك أيديهم
لإظهار جَمال صور ما يُجَملون على زعمهم ،
ولقد كَثرت الأيدي العابثة بجمال ما خَلق الله من جميل صبغته ،وبديع حكمته،فمن تجرأ على جمال خلق الله وهو عائد إلى الله*يتجرأ على دين الله*ومن يتجرأ على دين الله
*فقد تجرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم*ومن تجرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم *دخل في غضب الله *ومن دخل في غضب الله *جعل الله له معيشة ضنكا *وهذا المُرَوّج لِسِلَع البُعد عن الله*مازال ينتظر الفوز بدَرََكاتٍ لونُها السَّواد *وهو أصل البُعد عن الله ،*قف وانتبه أيها المُتَمَرِّد على حقِّكَ وحقّ غيرك *وأنظر في قوله
( ومنهم من يرد الى أرذل العمر)
فالذي يرد الى أرذل العمر ماذا يجمله ؟إن فقد الانسان إحدى عينيه
ورُكِّبَت لهُ عن طريق التجميل عيناً
من أغلى أنواع الموجودات
هل يراه الأخرين جميلاً بهذه العين ،إن تجمَّل الإنسان بخدودٍ ترشح هيل وشهد كم ستدوم ؟؟وإذا فرغ منها الشهد هل تبقى على ما هي عليه أم لا ؟؟؟؟أيها الذاهب الى عملية التجميل القائم
على التدجيل أن لم تقنع بجمال الله الصانع لهذا المُجَمِّل
هل ستقنع بغطاءٍ مزيف ؟فلا تظن أيها الناظر الى الجمال المُزيّفإن هذا الجمال هو الجمال ومنشأ هذا الإقبال هو عيادات التسيب العام المذكور آنفاً في مباني وضوح العجز بإدارة أهل الضلال والإنكارالمتوارث وهذا الدستور أي دستور التسيّب مؤسسه المُسَيّب من قِبَل الله
والعام هو كل ما يندرج تحت طي
هذه الاطلالات الشائِكة على نوافذ العلم الحقيقي
ويظن الإنسان المتنفذ من خلال ما هو عليه
أنه ينظر الى أزاهير يستخلص منها شهد القبول
فمن ذاق شهد هذه السموم المفرطة لغُدد الإفرازات الوهمية
حكمت عليه بطوالع حسية ولا بد أن أُطِلَّ من
نافذة العين الجميلة التي لم تنظر إلا لجمال الله رأت المُبطلين وبُطلِهم وما هم عليه ولعلّ من المتجمل بغير جمال الله إلى مرآة تظهر حقيقته لنطقت هذه المرآة وقالت يا أنا ليس أنا فلو ذهبت كلّ الناس ولبست أقنعة الزيف
لما بدَّلت وجه الحقيقة ألا وهو الوجه الساجد لله من خلال وجوده وإذا أردت أيُّها المُتَجمِّل أن تنظـُر بحقيقة وجودك
لرأيت أنَّك حينما ناداك المعبود وبرزت لهذا الوجود
كنت قائماً على السجود كلك وهذا الأمر
لم تخلص منه الأباطرة والقياسرة و الجبابرة كلـُّهم حين ولدوا ولدوا ساجدين لله منذ أربعة عشر قرنً أي بعثة الحبيب الاعظم صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم(انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
الحديث الشريف إذاً هذا اللسان الناطق بالحق
شهِدَ لِمَن بُعث فيهم أنهم أهل خُلُق لا بل أصحاب مكارمِ الأخلاق مع سجودهم لآلهة هم يصنعونها وعندما عرفوا الحق والحق عرفهم وعرَّفهم لغيرهم فأنظر لأخلاقهم
إن كنت مبصر بل لمكارم أخلاقهم*ومازالت تتدفق من السماء أرزاقهم*وخلصت من الشبهات أعراقهم*إن قلت لما أقول لأنهم لم ينقضوا ميثاقهم*أما نحن الأن رغم أننا أن سُئِلنا*نقول أننا على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم
لكننا نألف التسيب العام *ونجعله للاخرين نظام *ونجعل له وسائل الاعلام *ونبدِّل الحلال بالحرام *ثم نُريد أن لا نُضام *والأعظم من هذا أننا لا نرضى إلا بدار السلام *ومن كان منا صادقاً في قفص الإتهام* ويحكمُهُ المُبطِلِونَ وحُكمُهم إبرام*وعين الشفا في مصحة شفائِنا زيادة الأسقام *
عائدون إن شاء الله بمنة الله ودوام الإنعام بحلّة مبينة
تمام تشويه عمليات التجميل خلقاً وخُلُقاً حسّاً
ومعنىً ديناً ومنهج سلوك وثوابت التوحيد اللامبعثر
فمن كان مبعثراً لا يحقّ له أن يكون موحداً حتى تلتم بعثرته إليه
شاعر الشام الغيور