مساجلة بين قمر الجاسم وعبد الرحمن الشمري

مساجلة شعرية بين قمر الجاسم وعبد الرحمن الشمري

البداية للشعر الفصيح وهي هذه القصيدة لقمر الجاسم

خيلي هو الشعر ليلي الحبر يعرفني=واليأس والحزن من أودتهما هممي
شعري على أهبة الأحلام كل صدى=يستعذب الصمت في ابدائه ندمي
في بئر ظلمك مذ ألقيتَ بي وأنا =أحوكُ للشعر قمصانا من الحلمي
إني احتويتكَ في جيناتِ عاطفتي =مذ كنتَ مضغة حلم سابح بدمي
أسستُ شعركَ ماإن صغت قافية=حتى هجوتَ على مدِّ الأنا قلمي
تبكي البيوتُ إذا للقدس عمّرها=شعر رديءٌ يصيبَ القلب بالصممي
قد ينسج النمل من حبٍّ قصائده =الشعر شعرٌ ولو عن قنفذٍ هرم
يبقى الحذاءُ حذاء لو غدا ذهباً=وفي الهجاء تراه صوتَ منتقمي
إمارةُ الشعر لو بالقسوةِ امتحنت=لكان أجدرَ أن تُعطى إلى صنمي
لو كان اشعرنا من كان مكتسبا =حق السيادة كانت هيئة الأممي
وأعذب الشعرِ ما تشدو به امرأةٌ=فيها من الحبِّ مافي الكون من نِعمي
ونحن صنوان لا ضدان هاجسنا =حربٌ ونسأل من في قمّة الهرمي
مابين بحرٍ وبحرٍ كنتَ يابسة =ما بين ضلعٍ وضلعٍ كنتَ من رممي
مابين شعر ونظمٍ كنتُ عاطفة =كروح نجم بكا من رشفة العلمي
حين العراق تأذّتْ روحه وبكت =في بحر غزّة أسرابٌ من الخيمي
بي جوقة من مرايا لستَ تعرفها =مرآة ذاتك كم ضاقت على العدم
هاتِ السكاكين واقرأ شعر مرتجلٍ =واخرج علينا مع التفاح وابتسمي
عدَّ الأصابع هل زادتْ أكون =أنا أميرة الشعر أن قلّت فكُمَّ فمي
لو كنت مثل جرير في فصاحته =ماكنتَ قلتَ لمَ الخنساء لم تلمي
صامت ثمار حنان الدهر عن أملي =وعندما أفطرت نادته يا ألمي
مابين حرفين تاها في مدا لغة =أحلَّ سفك دمي في الأشهر الحرمي

ثم ردّ عليها عبد الرحمن بقصيدة يدخلها بعض الخلط
وبعض الكلام الذي ليس من حقه
ومعروف مطلع هذه القصيدة مدح للحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم
وهنا ليس محلها على الإطلاق
ولكن هو له عادات في القرصنة الشعرية
ومن يعرفه هو الذي تكلم عليه ليس أنا
ولكن كلامي ماهو أعلاه في القصائد السابقة

ريم على القاع بين البان والعلم=من يوم مابان نجمه غازله نجمي
لو ياكل الدود لحم الشعر يا قمرة =ترنّما الشعر والطاروق من عظمي
أنت وأنا والهوى والليل والمسرح=حتى ما نحن نساري النجم في الظلمي
تعالي لشمسنا عن بارد ظلالك=كافي تغنين للرمّاي والمرمي
شحلا من الشمري بعفوية لسانه =وشحلا من الوصف وصف بوشوشة عجمي
ياما ضحكنا بطرق البيض وأضحكنا=جهل المزايين عن شي هنا مدمي
عن ويش يايوسف الصديق يستفتن =وأنا لربي عصرت الخمر في حلمي
مبتل عقب العجاف بشوفة محمد =من وين ماروح صورة سيّدي قِدمي
من هيبته كل ماوقفت قدامه =أدنّق الراس لكن مرتفع خشمي
لبيه لك يا ولد زايد ياأبو خالد =ياشعري وياكتاباتي ويا نظمي
هاذاي أنا والقصايد صوت يا قمرة =تطلع من القلب قبل الراس في فهمي
أفصح من كتاب ربي من قرأ منا =تخالفوا في تفاسيره قبل فطمي
يعني ترى أعذب قصايدنا هي الأقرب =للروح قبل يتخالط قسمك وقسمي
ماتفهميني ليامن قلت ياحليوة =يسعد مساك دخيلك سيفي رقمي
هذا هو الشعر لا أعني ازدراء =على أمن تذكر جيران بذي سلمي

وهذا المتلعلع يلعلع وكأن لسانه ليس ملكه
ومن لا يحترم الآخرين لا يُحتَرَم

دقلي الراحة بالراحة =خليها الليلة ترياحة
بالدبكة خليك معلم =مفهومة وحاجة تفصاحة
غنيلي بالشعر الشعبي =وكفيلي منك هاللعبة
لعلع ياملعلع لعلعلي =ولعلعله ياشاطىء الراحة
عصفور الأولى نتفته =والتاني شفته وماشفته
لك باطل يالشعر الفصحى =ناسي لي لعب الطراحة
شو جابك ياقمر الجاسم =بالأربع واشهد ياباسم
حمصية والديك الجني =طيرلك عقلك بصياحه
صحراوي ومن قلب الصحرا =خليتي ببستنانك بحرة
شعبية مانها شعوبية =سويتي التمرة تفاحة
الخنسا متلك مامتلي =والأخطل مات ومامت لي
نشّفتي دموعك بكفوفي =وعليتي الساحة بالساحة
قوليلي هلق شو بدك =من يدي خليته بيدك
وإن كنك ماطاوعتيني =تابوتك جهّزت لواحه

ثم ردّت عليه وهو يتبجّح ويتنعنع ويتمنقع كأنه بعبع
ولذلك لعلعلع ياملعلع لعلعله هذه لغته
وافتكر بعقله أنه سيضحك الحاضرون عليها ويحرجها
فهو عصفور متربي بين البواشق ويظن أنه صقر
قد يكون ذلك ولكن طبّت عليه دجاجة
فهو أقرب إلى الطيران إلى الأسفل

كنت مفكرتك غسان
من قصة هاي الشامية
اللي شفتها يمكن بالفنجان
حتى قالولي اي هو
بس اسمه عبد الرحمن
شي قالولي عنده يخت
وشي قالولي مصنع زفت
وبيني وبينك نصن قالولي طفران
أنت اللي بلّشت وقلت
وأنت العدت وأنت الزدت
وعلى زمة كلماتي بحطك
أنت اللي فيها اتصلت
وفهمتها أنك غلطان
هاي اذا ما هالقصة تخيلت
ومابتتآخذ اسأل باسم
أن اللي شهدته لباسم
بالشام الوردة بتضحكلك
عن شوقها النسمة بتشرحلك
وخصوصي قالولي أنك
رايح جاي عابلودان
يامن شافك مزروع عنا بحمص
مزروع بنص الدبلان
هذا حلم وحقك تحلم
تفسيره أنك ياشاطر
بالشام وأهلها ولهان
شو جابك ياقمر الجاسم
إذا كنت النجم المشهور
أنا اسمي قمر الزمان
بقطع فيك السبع بحور
واحد تنين ثلاثة أربعة
بخلي هالعالم مجتمعة
وصدقني من عند السبعة
برجّع جنابك عطشان

الشرح يُطلب من شيء جميل لتتعرف الناس عليه
ألم تري ياقمر أن هذا الشيء لا يكتبه إلا قصّار العقول
لكن هكذا قلتي وارتحتي لأنكِ تتكلمين مع منحوت
ولا يملك ذرّة من حياء
ودمتِ سالمة
من يشرح لي معنى ترياحة
صدقا ما معنى تفصاحة
رفقا بالشعر الشعبي
بالتمرة ديك الجنّ وبالجنّي
شعبي من يعرف
كيف يعوم بنقطة ماء
في بحر حنان
منسي لا يخشى ظلم الملاحة
جعجتَ بدون طحينٍ أقلقت الجيران
هل تعرف أن حجارة حمص
السودا تهدهد للحيطان
تحلم أن تتنفس
من خرم الإبرة
في ضحكتها ياعبد الرحمن
في حمص الضوء الساطع
في مصباح الحي يغازل ليل الواحة
ياشاعر ورد أنا
والقاتل ديك الجن
الشعر لحرفٍ من عبق
الجاني مثلي مازال يحن
الديك القابع في صدرك
أرّق دفء الشاطىء
أسكت ياعبد الرحمن صياحه
من لعلة البعض وجعجعة
البعض وطنطنة البعض
احتاج الوحي المتعب للراحة
وحي الشعر اختار
اقامته في حمص
ليهرب من حر الصحراء
حتى صار اليوم لنا عيدا
يشفي فيه الشعر جراحه
الشعر الصادق شعبيٌّ
حين يصور حزن الأرض
ودمع النهر على أحلام الفلاحه
الشعر الشعبي الصافي
يأبى أن يقتلع النور
بكت النخلة...غص العشّ...
وشاب الريش..على جسد العصفور
ياشاعر حين قلبت التمرة تفاحة
يكفيها القتل ببغداد
الفرقة بين الجيل الحاضر والأجداد
لا تهدم تاريخ الكلمات
لتردم قافية الترياحة
لا تذهب مكسور الخاطر
اللحن بديع ومغامر
من أحلى ما غنى الساهر
وسيحكم عني مطلعها
خذ الحلوة ونام براحة